شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة logo    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة اللسان أمانة،استودعه الله عندنا وأمرنا بأن نستعمله في الذكر وفي العلم وفي التعليم وفي النصيحة وما أشبه ذلك، ولا نستعمله في غيبة ونميمة ولا في هجاء ولا في عيب وقذف وهمز ولمز وما أشبه ذلك. وهكذا بقية الجوارح أمانات داخلة في قول الله تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) . إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
محاضرة واجب المسلم نحو أسرته
6023 مشاهدة print word pdf
line-top
حفظ النساء وإبعادهن عن مواطن الفتن

بقي كلام طويل فيما يتعلق بالنساء، وكيف يكون الإنسان مسئولا عن نسائه؛ وذلك لأن الكثير من الرجال أهملوا نساءهم، إما أنهم جلبوا لهم ما يفسدهم في البيوت من هذه الأجهزة التي تكون سببا في الفساد؛ فيحصل بذلك مفاسد ككثرة الاتصالات الهاتفية، ونحوها، والمكالمات التي تكون سببا في وقوع الفواحش، ونحوها، أو الإذن لهن في الدخول إلى الأسواق المزدحمة التي يكثر فيها الرجال والنساء، وتكون المرأة -مع ذلك- قد أبدت شيئا من زينتها، كأن تبدي كفيها، وفيها حلي وخواتيم -أي- ذهب ونحوها، أو تبدي ذراعيها وفيها شيء من الحلي كأسورة أونحوها.
وكذلك أيضا قد تبدي بعض وجهها، كما إذا لبست ما يسمى بالنقاب الذي فتحاته واسعة، وقد كحلت عينيها، وبيضت ما حول عينيها، وشقرت حاجبيها، وما أشبه ذلك مما يكون لافتا للأنظار.
فنقول: إن الأولياء مسئولون، وإن عليهم أن يمنعوا نساءهم من مثل هذه الأعمال؛ حتى لا يقعن في الفساد، أو لا يفسدن غيرهن من النساء، أو من الرجال؛ ولعل لهذا صلة غدا -إن شاء الله-. والله أعلم، وصلى الله على محمد .
جزاكم الله خيرا، وأحسن لكم الأجر والمثوبة على ما قلتم.. فضيلة الشيخ، الأسئلة –حقيقة- كثيرة، وكما تشاهد الأوراق ولكن الشيخ لعله -إن شاء الله- غدا، بإذن الله -عز وجل- في مثل هذا الوقت يوجز في المحاضرة، ويكون أكثر الوقت -إن شاء الله- للأسئلة.
أما الأسئلة -في الحقيقة- التي وردت فلخصت ما يتعلق بالموضوع؛ حتى تتم الفائدة، والأسئلة التي خارج الموضوع؛ لعل -إن شاء الله عز وجل- نعرضها غدا على الشيخ، منها –الآن- هذه الأسئلة:
س: يا شيخ، ما وصيتكم لأهل العقارات في عدم اشتراطهم على المستأجرين وسائل الفساد، وهل هذا وجب عليهم أم لا؟ وإذا علم صاحب العقار أن المستأجر قد وضع هذا الدش، أو أدخل التلفاز في بيته هل يجب عليه إخراجه أم لا؟
قول الله تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ يدخل فيه.. أن عليه أن يتعاون مع المسلمين الذين يسكنون في مساكنه، فيحثهم على الخير، وينصحهم، ويرشدهم، ويحذرهم عن الشر.
فمن ذلك: عليك أن لا تؤجرها هذه الشقق ونحوها على الذي لا يصلي مع الجماعة؛ لأنك بذلك تكون ساعدته على المنكر، وكذلك على الذي يؤوي في منزله أهل الشر، يجتمع عنده ثلة من أهل الفساد وأهل الخمر والزمر، ونحو ذلك، فتكون قد ساعدته على الشر.
كذلك أيضا بالنسبة إلى ما ذكر في السؤال وهو: الذين يركبون هذه الأجهزة الدشوش اشترط عليه عند العقد أنه لا يركب، وإذا لم تشترط، ثم رأيته قد ركب؛ إن قدرت على أن تلغي عقده -عقد الإيجار- وإذا لم تلغه ولم تقدر؛ فإنك لا تجدد له، لا تجدد له عقد السنة الآتية؛ إلا إذا طهر منزله، وأخرج هذه الأجهزة المفسدة، أو تزيد عليه زيادة تعجزه إذا لم تقدر على إخراجه؛ لعله بذلك يبتعد، أو يبعد عنه أسباب الفساد. نعم.
س: فضيلة الشيخ؛ من الوسائل التي تؤثر على الأسرة -كما ذكرتم- .. قد تطلق على القبيلة، كثرة ما يحدث في الإجازات كل من الدعوات ومن المناسبات وخاصة .. والأفراح، وإلحاح كثير من النساء على أزوحهم لحضور هذه البدع ....المناسبات؛ مع العلم أنه يوجد فيها من المنكرات ما الله -عز وجل- به عليم، فما هو توجيهكم للأب تجاه أقاربه، وتجاه إجابة دعوتهم إذا علم أن فيها منكرات؟
أولا: المسئولية على الزوج المتزوج، وكذلك على الولي -والد الزوجة أو ولي أمرها- نقول: عليك أن لا ترخص للسفهاء في هذه المنكرات؛ وذلك لأنهم سفهاء.
فإذا رأيت أن أولادك -مثلا- وأقاربك ونساءك، ونحوهم يقولون: نريد أن يكون في هذا الحفل رقص، وزمر، وغناء، وطبول، وسهر طويل. فخذ على أيديهم، وقل: هذا لا يجوز، نحن مسلمون، ملتزمون بالإسلام. فلعلهم أن يطيعوك، وأن لا يجعلوا شيئا من هذه المنكرات، يقتصروا على الحفل المناسب، لا بأس بضرب الدف مباح؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم- أعلنوا النكاح، واضربوا عليه بالدف ولا بأس بشيء من الترحيب، يعني: بكلمات ترحيبية، يعني: أبيات من الشعر، ونحوها فيها ترحيب، وفيها مديح مباح؛ لقوله -عليه السلام- هلا أرسلتم من يقول: أتيناكم أتيناكم إلى آخره.
فأما السهر الطويل، ونحو ذلك من المنكرات فخذوا على أيدي سفهائكم.
كذلك إذا علمت بأن هذا سوف يقع وحاولت أنك تخفف منه، ونصحت أهله ولم يقبلوا؛ فلك أن تمتنع من الحضور، وكذلك تمنع زوجتك وأولادك، وتقول: منعني ما عندكم من المنكر. فلعلهم ألا يعودوا إلى مثل ذلك.
س: فضيلة الشيخ، أفادكم الله. كثير من الآباء -هداهم الله– يستضيفون في منازلهم ما يسمى بسهرة ..، ويجبر الزوج زوجته وأبناءه على خدمتهم في هذه الليلة، ويعمل لها -كما في سؤال الأخ- .. في كل ليلة في بيت أحد، فما هو نصيحتكم ..لهذا للآباء؟
ما سمعنا بهذا؛ إلا مع أناس من أهل الفساد والشر، أو ضعف الغيرة؛ وذلك لأن هذا منكر، يعني:
أولا: هذا السهر. السهر الطويل يفوت على أهله الخير، يفوت عليهم الراحة، ويفوت -أيضا- عليهم إدراك صلاة الفجر مع الجماعة وفي وقتها، فيقعون في منكر.
ثانيا: إلزامه امرأته أن تخدم الرجال. هذا -أيضا- من المنكر، يفعل هذا كثير من هؤلاء الذين انخدعوا بنساء المشركين والكفار من النصارى ونحوهم، سافروا في البلاد البعيدة التي هي بلاد الكفر والعهر، ورأوا الرجل يلزم امرأته، أو المرأة هي التي تلتزم بذلك، فتجيء -مثلا- بالشاهي، والقهوة، وتحضر الطعام عندهم، وتقوم عليهم، وهي كاشفة، وكأنها واقفة مع نساء، فمثل هذا -لا شك- أنه من ضعف الغيرة، الإنسان يغار على محارمه، والغيرة من صفات الأتقياء، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغير منه، والله أغير منا فمثل هؤلاء ذهبت الغيرة، وذهبت الأنفة، وذهبت الحمية من قلوبهم، وصاروا كأنهم لا يبالون، لا يبالي أن امرأته تزني، ولا يهمه ذلك؛ وذلك ما يسمى بالدياثة، ولا يبالي أنها تكشف لغيره، وهذا -أيضا- من ذهاب الأنفة والحمية، ونحو ذلك.
س: فضيلة الشيخ، في كثير من الأسر يشتكي -كما في الأسئلة- كثير من الشباب من أن بعض الآباء يرى أن التدخل في ابنه، والتشديد عليه في قضية الصلاة أن هذا من التشديد، وربما ينفر من الدين، ويكرر ويقول: ندع له الآن هو أصبح رجلا، ويختار الطريق بنفسه، فما هو توجيهكم ..لمثل هؤلاء الأبناء..؟
نقول: عليك أولا: أن تربيه في صغره -كما أمرت- أن تأمره بالصلاة وهو ابن سبع سنين؛ حتى يألفها، ويتدرب عليها، ثم عليك بعد ذلك أن تضربه ضرب تأديب إذا تم عشر سنين وأحب الصلاة، ويحبها، ويألفها.
ثم إذا وجد أن بعضهم أهمل هذا التعليم، وأهمل أولاده، ولم يعمل بهذه السنة، وقسا قلب الولد، وصلب عوده، وعصى وتمرد على والده.
فنقول: هذا ما جنت يداك، هذا أثر تفريطك، وإهمالك، لما أنك لم تربه تربية صحيحة، ندمت بعدما قسا قلبه، وبعدما اشتد عناده، وتقول –الآن- إنك عاجز!. فبكل حال ما دام تحت ولايتك؛ فلا يسعك السكوت عنه، ولا يسعك تركه ما دام أنه تحت ولايتك، أنت المسئول، أنت الذي تنفق عليه، وأنت الذي تسكنه، وأنت الذي تكسوه، وأنت الذي تشتري له حاجاته إذا طلب -مثلا- سيارة اشتريتها، وأمنت حاله، وإذا طلب كسوة، وإذا طلب كذا وكذا، فكيف مع ذلك تتساهل؟! كيف تتساهل معه؟!
عليك أن تشدد عليه، وأن تلزمه بالصلاة، وتهدده على تركها، وعليك أن تؤدبه التأديب الرادع؛ سواء بنفسك، أو تحبسه -مثلا- أو ترفعه إلى أهل الحسبة والهيئات، يعاقبونه بالعقوبات التي تردعه، والتي عندهم صلاحية فيها؛ لعله بذلك يرعوي.
يذهب كثير من الآباء إلى أنه إذا قسا عليه ولده طرده، وأخرجه من منزله، نرى أن في هذا شيء من الشدة؛ لأنه إذا طرده وجد من يفسده، وجد من يؤويه، فيأوي إلى أهل الفساد الذين يوقعونه في الخمر، وفي الحشيشة، وفي الدخان، وفي المخدرات، وفي فاحشة اللواط، وما أشبه ذلك، فمتى يصلح والحال هذا؟!
ولكن نقول: عليك أن تمسكه، وأن توثقه، وأن تؤدبه ما دمت أباه، وتضربه الضرب الرادع له، وهذا كله بعدما تنصحه، وبعدما تعلمه، وبعدما ترغبه في الخير وتحثه عليه، وتنصحه النصيحة التي لعله يتأثر بها، فربما يهديه الله –تعالى- بعد ذلك، ويرجع تائبا.
ونقول -أيضا- احرص إذا رأيته على هذه الحال أن تلصقه ببعض الشباب الصالح، وتحثهم على أن يأخذوه معهم، ويصحبوه معهم في حلقاتهم، وفي مكتباتهم، وفي مجتمعاتهم؛ فإن تأثر الشاب بالشباب أقوى من تأثره بالكهول وبكبار الأسنان -كما هو مشاهد-. والله الهادي.
س: ...فهل هذا السؤال -يا شيخ- في هذه الليلة قبل الأخير، هو تساهل كثير من الآباء -هداهم الله- في زواج بناتهم من أناس لا يسألون عن دينهم وخلقهم بقدر ما يكون أن هذا الزوج ابن عم، أو ابن خال، أو قريب، وأما الدين فلا يرغبونه، وقد وردت في هذا أكثر من سؤال، وأن بعض البنات تجبر بالضرب والتهديد على هذا الزواج، فما من نصيحتكم أثابكم الله؟
لعل في ظاهر هذا يكون غدا -إن شاء الله-؛ ولكن مع ذلك نقول: إن هذا خطأ ظاهر، وهو أن الرجل يرد الأكفاء، يتقدم إليه أكفاء كرام، ويردهم، ويحجز ابنته، ويكرهها على ابن أخيه، أو ابن أخته، أو ابن عمه، أو ابن ابن عمه، أو نحو ذلك لقرابة، فيكون ذلك الابن، أو ذلك الذي اختاره زوجا ليس متمسكا؛ بل معه شيء من الانحراف، أو الإهمال، أو الأخطاء الظاهرة مما يكون سببا في فساد الزوجة.
ويقع هذا كثيرا تكون المرأة صالحة، فإذا تزوجت بمن ليس بصالح ألزمها بما يختاره، ألزمها أن تحضر معه عند رؤية الأفلام الخليعة، ألزمها بسماع الأغاني، ألزمها بدخول الأسواق التي فيها تفسخ، ألزمها بالذهاب -مثلا- إلى القهوات وإلى الاستراحات، ونحوها التي يكون فيها شيء من المعاصي، أو حضور الألعاب التي يكون فيها -أيضا- شيء من الاختلاط، أو ما أشبه ذلك. لا شك أن هذا من الخطأ، وأن الذنب قد يكون ذنب والدها الذي اختار لها من ليس بصالح.
وبضد ذلك.. كثير -أيضا- من الشباب الصالحين يلزمه أبوه أن يتزوج قريبة له، وتلك القريبة نشأت نشأة فاسدة، نشأت في بيت تتلقى فيه رؤية الصور، ورؤية الأفلام الخليعة، والنظر إلى الفروج، والسوءات العارية، وما أشبه ذلك، وسماع الغناء ونحوه، فإذا تزوجها هذا الشاب الصالح ألحت عليه طلباتها، أدخل هذا الجهاز، أدخل جهاز كذا، مكنا من النظر إلى كذا، اذهب بنا إلى المتنزهات، اذهب بنا إلى الألعاب، ولا تزال تلح عليه إلى أن يتمادى معها، وإلى أن يفعل ما تريده؛ فيكون ذلك من أسباب انحرافه وانجرافه -والعياذ بالله-.
فعلى هذا نقول:
أولا: الآباء -آباء الرجال وآباء النساء- عليهم مسئولية في التربية؛ حتى يكونوا صالحين.
ثانيا: عليهم الاختيار لبناتهم؛ ولو كان الزوج الذي تقدم فقيرا؛ فالله -تعالى- يرزقه، يقول الله تعالى: وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فلا ترده وتقول: ليس في وظيفة، وليس له دخل، وأهله فقراء، من أين ينفق على ابنتي؟ ابنتي قد نشأت في بيت سعة، ونشأت في بيت غنى وثروة، فإذا تبدلت ببيت فقر تبدلت حالتها.
نقول: إن الله -تعالى- تكفل برزقه، وأنت –أيضا- ساعده بما تقدر عليه؛ حتى يغنيه الله -تعالى- من واسع فضله.
س: لعل نستأذن الأخوة نختم بهذا السؤال -أيضا- كل الأسئلة أو جلها، صدر بمحبتكم في الله فضيلة الشيخ، ونسأل الله أن يجمعني وإياكم في الجنة يوم لا ظل إلا ظله، فضيلة الشيخ، وردت -ولله الحمد- أسئلة كثيرة من إخواننا الشباب وهم يخبرون أنهم عادوا –ولله الحمد- إلى طريق الاستقامة، ويطلبون من فضيلتكم الدعاء، دعاء الله -سبحانه وتعالى- أن يثبتهم، وأن يثبت الجميع على طاعته.
هذا مما يبشر بخير -والحمد لله- أن هناك أسباب كثيرة تكون من الدوافع إلى رجوع كثير من العصاة والمنحرفين، فمنها: صحبة الصالحين؛ فإن الشاب الذي كان متطرفا إذا صحب الشباب الصالحين أصلحوه -بإذن الله- واهتدى.
ومنها: المراكز الصيفية، إذا كان الذي يتولاها أناس صالحون كانت سببا -بإذن الله- في استقامة من ينتظم فيها.
ومنها: مدارس التحفيظ، هي -أيضا- من أسباب استقامة كثير من الذين ينتظمون فيها، فيهتدون -بإذن الله-.
ومنها: المكتبات الخيرية في المساجد ونحوها، إذا ارتادها الشباب، وصاروا يقرءون فيها القراءات التي تنفعهم، والكتيبات المفيدة؛ حصل بذلك خير كثير، واستقام بشر كثير.
ومنها: الانتظام مع الدعاة الذين في مكاتب الدعوة التعاونية، وفي مكاتب الإرشاد، ونحو ذلك، الانتظام معهم، والدعوة إلى ما يدعون إليه. هذا كله من أسباب الاستقامة.
وإذا كان للاستقامة أسباب فإن للانحراف أسبابا -وقد أشرنا إليها في الكلمة- فيتجنب المسلم أسباب الانحراف، ويفعل أسباب الاستقامة.
ونسأل الله للشباب الذين هداهم الله أن يثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
ونسأله ألا يزيغ قلوبهم وقلوبنا بعد إذا هدانا.
ونسأله أن يرزقنا التمسك بالدين، والتمسك بالصراط المستقيم، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ولا يجعله ملتبسا علينا فنضل.
ونسأله أن ينصر دينه، ويعلي كلمته، ويصلح أحوال المسلمين، ويصلح أئمة المسلمين وقادتهم، إنه على كل شيء قدير. والله أعلم. وصلى الله على محمد.

line-bottom